الرئيسية » 2013 » نوفمبر » 14 » المستشارة تهانى الجبالى: مصر تتعرض لـ «مؤامرة كبرى»!
1:51:02 AM
المستشارة تهانى الجبالى: مصر تتعرض لـ «مؤامرة كبرى»!

حوار – دينا توفيق
منذ البداية أبدت رأيها فى نصوص دستور الإخوان ورأت أنه لابد من صياغة دستور جديد وعصرى لمصر وليس إجراء تعديلات فحسب .. وكان شعارها دوماً فى مواجهة التزمتات حيال المادة 219 قول الرسول «يسِّروا ولا تعسِّروا » وكانت واضحة للغاية حين رأت أن السلفيين يحاولون حصر الدين على مستوى مفهومهم الخاص بل إنها قالت بمنتهى الصراحة إن حزب النور يتعامل «وكأنه مؤمن فى دولة كافرة » فكانت دعواها بألا يُزايد أحد على إيمان المصريين ولا يحاول أحد العبث بتقسيمها طائفياً، فالمصريون طوال تاريخهم كانوا ولايزالون سنيى المذهب، شيعيى الهوى بحبهم لأهل البيت .. وأوضحت القاضية الجليلة أنه لا قدسية لأفكار الفقهاء وأن الاجتهاد حق فى مواجهة أى حالة مرضية ومغيبة عقليا.


كما أنها وبملء الفم والروح قالت: " لا حق لأحد فى التطاول على القوات المسلحة والشعب المصرى”.. وبالتالى كان سعيها دائماً لأجل توسيع دائرة الحوار المجتمعى فشاركت الشباب بقوة فى مبادرة «تمرد» تحت عنوان «اكتب دستورك» وان لم تكن عضوا بلجنة الخمسين فهى فى نظر كثيرين وإن كانت الأكثر إثارة للجدل فإنها مسموعة الكلمة والرأى، حيث تقول "لا أمتلك إلا كلمة صادقة”!
إنه حوارنا مع المستشارة التى تم استبعادها من المحكمة الدستورية العليا فى تعدٍ سافر على القانون والمواد الدستورية التى تحظر نقل القضاة أو عزلهم .. والآن هى فى انتظار قضيتها المحجوزة للحكم لتسترد حقها. 
إنه حوار مع المثيرة للجدل القاضية وأول مستشارة ونائبة لرئيس المحكمة الدستورية العليا "تهانى الجبالى” .
•سألتها عن رؤيتها للوضع الراهن فقالت بثقة وبمنتهى اليقين: إن مصر مُستهدفة فى الجيل الرابع للحروب، والذى يشمل أدوات أولاها الحليف المحلى المتمثل فى الإخوان منذ 2005 من أجل خطة الشرق الأوسط الجديد .. الإعلام الممنهج ومحاولات تشكيل الرأى العام فى اتجاهات محددة وبعده الدبلوماسية الدولية والمجتمع الدولى لاصطياد الدول واخيراً الاتفاق مع التنظيمات المسلحة . بكلام أكثر وضوحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت التنظيم الدولى للإخوان المسلمين كحليف محلى لها ضمن أركان الحرب الحالية لتطبيق مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد فأمريكا دعمت وصول الإخوان للحكم لتفتيت وحدة الشعب المصرى الدينية والعرقية ضماناً لنجاح المشروع .
• يقولون إننا مقتنعون بنظرية المؤامرة؟
إنها فعلاً مؤامرة تتم على أرض الواقع ولا يمكنهم نفيها . 
• ما دورك فى دستور مصر؟
أنا لست عضوا بلجنة الخمسين ولكننى شاركت فى لجنة الحوار المجتمعى مع ممثلى وزارة الثقافة بلجنة خاصة تابعة للمجلس الأعلى للثقافة مهمتها إعادة صياغة دستور عصرى جديد لمصر. 
• أيوجد قاضية أخرى فى مكانة تهانى الجبالى حتى لا يتم طرح اسمك كعضو فى لجنة الخمسين ؟
قلت لكِ إننى شاركت من خلال وزارة الثقافة والأهم عندى أن يصدر دستور لمصر . 
• رجاء أجيبينى عن سؤالى .. ألم تتساءلى لماذا لم يتم طرح اسمك؟
اسألوا من اختاروا لجنة الخمسين ولا تسألونى أنا .. وإننى أتذكر عندما قال لى صديق مقرب بأنه تم استبعاد تهانى الجبالى من اليمين الدينى واليمين الأمريكانى !! 
• أنت متهمة بأنك فلول فما قولك؟
أنا فى موقف غريب .. أن أضطر إلى التذكير بتاريخى النضالى الذى يعرفه الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار .. والذى للأسف يظلمنى لدى الشباب الذين لم يعاصروا تلك الحقبة من حياتى .. وأننى كنت أحد أقطاب المعارضة فى التيار القومى الناصرى حتى تاريخ تعيينى بالقضاء . وكانت لى مواقفى الناقدة المعارضة بقوة، حيث كنت عضو مجلس نقابة المحامين، وعضو المكتب الدائم للمحامين العرب، وشاركت فى الحالة السياسية المصرية على الميكروفونات .
• لم يسبق أن أجبتِ أو رددتِ على هذا الاتهام من قبل ؟
نعم هى المرة الأولى والأخيرة التى أوضح ذلك فيها .. لأننى مؤمنة أن الأكاذيب تسقط تحت الأقدام حين نصمت عن مناقشتها .
• متهمة أيضاً بالوقوف مع المجلس العسكرى ؟
لى الشرف أننى لم يسقط عنى وعيى الوطنى بالاستهداف المعادى للجيش لمحاولة فك علاقته التاريخية بالشعب الذى جعله حامياً له، وكان هدف أمريكا وإسرائيل والإخوان استدراج الشعب والجيش إلى حالة من الصدام كما يحدث فى سوريا وما حدث بليبيا .. أما المجلس العسكرى فكنت أول من اختلف معهم لأننى أول من طالب بالدستور أولاً إلا أن خلافى معه لم يسقط وعيى بالمؤامرة التى تحاك ليسقط البعض فى فخ الأيديولوجيات التى تعادى الجيوش كالماركسية أو البعض ممن كانوا يصفون حسابات مع الجيش المصرى بأثر رجعى 60 عاماً . وهؤلاء يؤسفنى أن أقول إنهم وقعوا فى فخ التضليل حتى هتفوا يسقط حكم العسكر .
• ما تقييمك لثورة 30 يونيو ؟
الشىء الخطير فى ثورة 30 يونيو أنها ثورة المطلب الواحد "سقوط حكم المرشد” واحتفظت بكل أهداف ثورة 25 يناير كاملة واختزنتها فى ضميرها الجمعى واستردت الثورة عافيتها بحالة تصالح بين الشعب وشرطته وجيشه وقضائه .
•وماذا عن وضع المرأة فى الدستور الجديد ؟
هناك ضرورة لمشاركة المرأة سياسيا وتفعيل دورها السياسى .. ويرتبط ذلك بتفاعلها مع المجتمع ومشاركتها فى تفعيل برامجه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وإننى أطالبها بإصرارها على حق المواطنة الكاملة، وأن تكون لديها ضمانات بوجود آلية محددة بوجود وحدة لمراقبة التمييز بكل الوزارات لمراقبة عدم تجاوزها وتمكينها سياسياً ووصولها إلى مراكز صنع القرار .. وأمثلة أخرى منها وجود تمييز ضدها فى الائتمانات البنكية بجعل الزوج ضامنا لعرقلتها عن إقامة حتى مشروعات صغيرة! الأهم أن نضمن لها عدم تجاوزها وتطبيق الحق الدستورى فعلياً على أرض الواقع وليس ضمانه كحق مكتوب فحسب.
•المرأة مقصرة ؟
بالتأكيد تقاعست كثيراً لأنها لا تسعى للتعيين بالنيابة مثلاً رغم انه حقها الدستورى ولكنها لا تقوم بتفعيله! المرأة لابد وأن تناضل مجتمعياً .
•دائماً تتحدثين عن هوية مصر؟
تلك الهوية لا تُخترع اليوم بل عبر 7 آلاف عام وهى التميُز والخصوصية عبر عصورها من فرعونى ورومانى وقبطى بالتجلى العربى له، فمصر تشكلت عربياً فى ظل الإسلام .. وتلك الهوية يؤثر فيها دور مصر جغرافياً وتاريخياً بحكم موقعها وامتصاصها للثقافات وإعادتها بروح مصرية .
•ووصول الإخوان للحكم كيف كنتِ ترينه؟ 
بعد 25 يناير تلك الفكرة المضيئة للكرامة الإنسانية حدث العائق بوصول الإخوان للحكم وخلال سنة اكتشف الشعب المصرى أن الدولة التى خرج فى ثورة من أجلها - لبناء ديمقراطية ضد الاستبداد والفساد - مهددة بالتحلل، لأن الإخوان استهدفوا الدولة ودخلوا فى صراعات مع القضاء والجيش والشرطة والدبلوماسية والأزهر والكنيسة .. فما كان من المصريين إلا أنهم استلهموا التاريخ وخرجوا لاسترداد دولتهم والمسار الثورى فى 30 يونيو. 
•ماذا فعل معكِ الإخوان ؟
تعرضت لكل ألوان الترويع والتهديد، فحدث عدوان على شقتى فى فجر أحد الأيام .. والتهديد بالقتل وأصبح تليفونى على النت مع تزييف مستندات ومنها توكيل من سوزان مبارك تم بثه من حساب لسيدة وابنتها الشابة الصغيرة فى دار السلام وعند اكتشافهم حضر معهم محامو الإخوان .. وبالطبع العدوان الدستورى بإخراجى من عملى أنا و7 من زملائى .
•ماذا تفعلين الآن ؟
أنا سعيدة أننى شاركت فى تأسيس حركة الدفاع عن الجمهورية التى ظهرت فى ظروف خطيرة . إننى أشارك فى الحالة السياسية بالرأى والفكر والعمل . 
• وكيف ترين المستشار عدلى منصور ؟
القاضى الدستورى الجليل مثال للاستقامة والموقف الدستورى المنضبط، هو رئيس لمصر فى مرحلة صعبة ويؤدى دوره فى حراسة دولة القانون، حيث أراه رمزية لوجود دولة القانون فى السلطة . 
• والفريق عبد الفتاح السيسى ؟ 
من سلسال المؤسسة العسكرية المصرية وقادتها العظام الذين استوعبوا دروس التاريخ فقدرتهم شعوبهم . وقد اختبره الشعب فاتخذ القرار الوطنى الحاسم بالانحياز للملايين . وهو أمامه شوط كبير من المهام التى سيؤديها للدولة والشعب والثورة التى لم تكتمل بعد.
الفئة: سياسة | مشاهده: 386 | أضاف: mustafahussin | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

ترجمة الموقع
التواصل الاجتماعى
اخر الاخبار
تويتر
فئة القسم
أرشيف السجلات
زيارات الموقع
المتواجدون
الزوار